القنيطرة

مدينة في الخراب، رمز للنضال والمقاومة

القنيطرة

اكتشف القنيطرة، مدينة على مرتفعات الجولان تركت أنقاضًا، لتقف كتذكار صارخ لصراع سوريا وصمودها.

تقع القنيطرة على مرتفعات الجولان في جنوب غرب سوريا قرب الحدود مع إسرائيل. كانت ذات يوم مركزًا إقليميًا صاخبًا، لكنها الآن مشهد موحش من الخراب — رمز قوي للحرب والخسارة وصمود السوريين.

الخلفية التاريخية والثقافية

قبل الحروب العربية-الإسرائيلية، كانت القنيطرة مدينة مزدهرة تضم مدارس ومساجد وكنائس وأسواق ومستشفيات، وكانت بمثابة المركز الإداري والاقتصادي لمحافظة القنيطرة. جلست على الطريق الإستراتيجي بين دمشق وطبريا، مما جعلها حلقة وصل مهمة بين سوريا وفلسطين.

خلال حرب الأيام الستة عام 1967، سقطت القنيطرة بيد القوات الإسرائيلية. وعلى الرغم من عودتها لفترة وجيزة إلى السيطرة السورية خلال حرب تشرين عام 1973، أعيد احتلالها ودمرت بشكل ممنهج قبل أن تُسلم مجددًا إلى سوريا بموجب اتفاق فك الاشتباك الذي رعته الأمم المتحدة عام 1974.

ومنذ ذلك الحين، تُركت المدينة غير مأهولة وفي حالة خراب كشهادة على تاريخها المأساوي، مع لافتات تحذر الزوار من دخول المناطق الخطرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم.

الحرب وما بعدها

خلال الحرب الأهلية السورية، عادت محافظة القنيطرة لتصبح ساحة معارك، رغم أن المدينة نفسها بقيت إلى حد كبير كما كانت مهجورة. بعد سنوات من القتال في القرى والبلدات المحيطة، استعادت الحكومة السورية السيطرة الكاملة على المحافظة عام 2018.

الوضع الحالي (يوليو 2025)

حتى يوليو 2025، لا تزال القنيطرة كما هي إلى حد كبير — مدينة مدمرة وفارغة. يُحافظ على الموقع كنصب تذكاري وتذكير بتكاليف الحرب والاحتلال. يزور سوريون ووفود أجنبية المدينة أحيانًا لمعاينة الدمار بأنفسهم برفقة مسؤولين حكوميين. وتعلن لافتات عند مدخل المدينة أنها «مدينة دمرها العدوان الصهيوني».

الاقتصاد والمجتمع

شهدت القرى والبلدات القريبة بعض عودة للسكان واستئناف الأنشطة الزراعية، رغم أن الوضع الاقتصادي ما يزال هشًا. وتواصل الأراضي الخصبة في الجولان دعم الزراعة، خصوصًا التفاح والكرز، رغم أن معظم الهضبة ما تزال تحت السيطرة الإسرائيلية.

أهم المعالم والوجهات

تظل القنيطرة جزءًا لا يمحى من الحكاية الوطنية السورية — مكان يلتقي فيه التاريخ والذاكرة والهوية في شهادة صامتة لأنقاضها. تذكر السوريين وزوارها على حد سواء بتكاليف الحرب وقيمة السيادة والسلام.

Contact Syrië - Ontdek de Rijke Geschiedenis en Cultuur