حماة

مدينة النواعير، قلب التراث السوري

حماة

اكتشف حماة، حاضرة نهر العاصي، المدينة التي تغزل من صوت نواعيرها ألحان الصمود والتاريخ.

تقع حماة في قلب سوريا، على ضفاف نهر العاصي، لتجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العريق. عُرفت عالميًا بنواعيرها الخشبية العملاقة، التي تدور منذ قرون على أنغام المياه، رمزًا لإبداع الإنسان وتكيّفه مع الطبيعة.

جذور ضاربة في عمق التاريخ

تُعتبر حماة واحدة من أقدم المدن المأهولة في سوريا، إذ أظهرت الحفريات في تل حماة أن المدينة سُكنت منذ العصر الحجري الحديث، مرورًا بالحضارة الآرامية والحيثية. لعبت دورًا مهمًا في زمن الآشوريين والبابليين، ثم أصبحت مدينة بارزة خلال العصر الروماني والبيزنطي. مع الفتح الإسلامي، ازدهرت تحت الراشدين والأمويين والعباسيين، ثم تعاقب عليها السلاجقة والأيوبيون والمماليك والعثمانيون، مما ترك بصمة غنية على معمارها وأسواقها وثقافتها.

النواعير: لحن الماضي والحاضر

تُعد نواعير حماة علامة مسجلة للمدينة. صُنعت في العصور الوسطى لري الأراضي الزراعية من نهر العاصي. كان عددها يتجاوز 30 ناعورة، وبعضها ما زال يعمل حتى اليوم بجهود الترميم، لتبقى صوتًا وشاهدًا على مجد المدينة وحياة أهلها الزراعية.

حماة الحديثة والصمود

مرت حماة بمحطات صعبة في تاريخها الحديث، لا سيما أحداث الثمانينيات وما تبعها. ورغم الأضرار التي لحقت ببعض أحيائها خلال النزاع السوري، إلا أن قلب المدينة وأسواقها ومتنزهاتها ونواعيرها نجت إلى حد بعيد، بفضل الجهود الأهلية والدولية في الصيانة وإعادة الإعمار.

الوضع الحالي (يوليو 2025)

اليوم، تعيش حماة حالة من الاستقرار النسبي، وتشهد مشاريع تطوير للبنية التحتية، وصيانة للآثار، وإحياء للفعاليات الثقافية والمهرجانات الشعبية. تعود الحياة تدريجيًا إلى الأسواق، وتستعيد المدينة بريقها كوجهة محببة للسياحة الداخلية والخارجية.

الاقتصاد والمجتمع

يعتمد اقتصاد حماة على الزراعة بفضل سهول الغاب الخصبة، ويأتي القمح والقطن والفواكه في طليعة المحاصيل. إضافة إلى ذلك، تزدهر الصناعات التقليدية مثل النسيج وصابون الغار. تتميز حماة بمجتمع متماسك، يعتز بتقاليده وموسيقاه الشعبية ومواسمه الزراعية وأعراسه الجماعية، التي عادت لتزين لياليها.

أهم المعالم

رؤى المستقبل

يأمل أهالي حماة في أن تتحول مدينتهم إلى نموذج للتنمية المستدامة في سوريا، مع الحفاظ على تراثها الفريد، وزيادة فرص العمل للشباب، وتشجيع السياحة البيئية والثقافية، بحيث يبقى صوت نواعيرها رمزًا للأمل والازدهار.

تظل حماة أيقونة سورية بامتياز — مدينة تعانق الماضي والمستقبل، بعبق ياسمينها وصوت مياهها وأحلام أهلها.

Contact Syrië - Ontdek de Rijke Geschiedenis en Cultuur