درعا

مهد الانتفاضة السورية، بوابة الجنوب

درعا

استكشف درعا، مدينة التاريخ والبطولة في جنوب سوريا. من جذورها العميقة في حضارات العالم القديم إلى حاضرها الصامد ومستقبلها الواعد.

درعا، إحدى أقدم مدن الجنوب السوري، تقع على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب دمشق، قرب الحدود الأردنية. ارتبطت دائمًا بتاريخ سوريا الحديث والقديم بفضل موقعها الجغرافي على مفترق طرق مهم بين بلاد الشام والجزيرة العربية.

نبذة تاريخية

عُرفت درعا في العصور القديمة باسم «إذْرِع»، وذكرت في نصوص العهد القديم كمدينة بارزة في منطقة باشان. ازدهرت في العصرين الكنعاني والآرامي، قبل أن تصبح مركزًا مهمًا للإدارة الرومانية في سوريا الجنوبية، حيث شيّد فيها الرومان المسارح والمعابد والطرق المعبدة. خلال العصور البيزنطية كانت درعا مركزًا للأساقفة، ومع الفتح الإسلامي تحولت إلى مدينة إدارية على طريق الحجاج. لعبت دورًا في الحملات الصليبية والحروب الأيوبية لاحقًا، وظلت مركزًا زراعيًا وتجاريًا هامًا حتى العثمانيين الذين جعلوا منها محطة بارزة على خط الحجاز الحديدي في أوائل القرن العشرين.

درعا المعاصرة

في 2011، دخلت درعا صفحات التاريخ الحديث كمهد للحراك السوري، عندما خرجت أولى الاحتجاجات من شوارعها وأسواقها القديمة. كان ثمن هذا الدور باهظًا: دمار واسع، نزوح عشرات الآلاف، وتدمير للبنية التحتية. لكنها، ورغم الألم، بقيت صامدة في ذاكرة السوريين كمهد التغيير والأمل.

الوضع الحالي (يوليو 2025)

تشهد درعا في 2025 بداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار. عادت الحياة إلى شوارعها الرئيسية، واستأنف المزارعون زراعة حقول حوران الخصبة بالقمح والشعير والزيتون، وعاد الناس لفتح محالهم وأسواقهم. تستمر مشاريع إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، مع دعم جزئي من منظمات دولية ومحلية. التحديات الأمنية لا تزال حاضرة مع حوادث متفرقة، لكن الإصرار الشعبي على استعادة الحياة الطبيعية يطغى على المخاوف.

المجتمع والاقتصاد

يستند اقتصاد درعا بشكل رئيسي إلى الزراعة، حيث تُعرف منطقة حوران بأنها «سلة غذاء سوريا»، تنتج الحبوب والزيتون والفواكه بكميات كبيرة. إلى جانب ذلك، بدأت صناعات صغيرة بالعودة تدريجيًا كصناعة الأجبان والصابون. المجتمع المحلي معروف بتقاليده العائلية، ومهرجاناته الشعبية التي عادت إلى الساحات احتفاءً بمواسم الحصاد والأعراس.

الثقافة والهوية

درعا غنية بتراثها الثقافي: من لهجتها الحورانية المميزة إلى أغانيها الشعبية ورقصات «الدبكة» التي تشعل أفراح المدينة. تمتاز العائلات هنا بالكرم والتمسك بالعادات والتقاليد، مع انفتاح على الحداثة بعد الحرب.

أهم المعالم

نظرة مستقبلية

يحلم أهل درعا بمستقبل مستقر، بعودة الأمن الكامل، وتوسيع مشاريع الزراعة الحديثة، وتطوير السياحة الثقافية للاستفادة من تراثها الغني. تستعد المدينة لإطلاق مهرجان سنوي جديد يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخها، وتعزيز هويتها كمدينة صمود وانبعاث.

درعا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تجسد روح الجنوب السوري — شجاعة، وفاء للأرض، وإصرار على الحياة.

Contact Syrië - Ontdek de Rijke Geschiedenis en Cultuur