دمشق هي القلب النابض لسوريا والعالم العربي، إحدى أقدم المدن المأهولة بشكل متواصل في التاريخ الإنساني. سُكنت منذ العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 11 ألف عام، وازدهرت عبر آلاف السنين كمركز سياسي، ديني، تجاري، وثقافي.
تاريخ دمشق عبر العصور
- العصور القديمة: ورد ذكر دمشق في نصوص الفرعون تحتمس الثالث (1500 ق.م). كانت عاصمة للآراميين (القرن 11–8 ق.م)، ثم خضعت للآشوريين والبابليين والفرس.
- العصر الهلنستي: أصبحت تحت حكم السلوقيين بعد الإسكندر الأكبر، وتحولت إلى مدينة يونانية الطابع مع بساتينها ومسرحها.
- العصر الروماني والبيزنطي: كانت مركزًا إداريًا مهمًا ومقرًا لأسقفية رئيسية.
- العصر الإسلامي: عام 635 م دخلها المسلمون، وأصبحت عاصمة الدولة الأموية، حيث وصلت إلى ذروة عظمتها.
- العصور اللاحقة: تعاقبت عليها الأسر الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وظلت مدينة مهمة ومركزًا للحجاج إلى مكة.
- العصر الحديث: في 1918 أصبحت عاصمة الدولة العربية، ثم عاصمة سوريا المستقلة منذ 1946.
ثقافة دمشق وهويتها
دمشق مدينة متعددة الديانات والثقافات؛ يعيش فيها المسلمون السنة، والعلويون، والمسيحيون بأطيافهم المختلفة، إضافة إلى أقلية يهودية تاريخية. الأحياء الدمشقية العريقة مثل الميدان، باب توما، باب شرقي، الشاغور، المزة، والصالحية تعكس هذا التنوع. تشتهر بموسيقاها الكلاسيكية (قدود حلبية ومواويل)، ومطبخها الفريد (الكبة الدمشقية، المحاشي، اليبرق، الحلويات).
اقتصاد العاصمة
يعتمد اقتصاد دمشق على التجارة الداخلية والخارجية، الصناعات الصغيرة مثل النسيج والصابون الدمشقي والموزاييك، والسياحة الثقافية. بلغ معدل البطالة عام 2025 حوالي 17٪، مع تحسن ملحوظ بفضل مشاريع إعادة الإعمار، والاستثمارات في البنية التحتية والمواصلات.
المجتمع والحياة اليومية
تضم دمشق أكبر شبكة تعليمية في البلاد، بما في ذلك جامعة دمشق الأعرق. كما شهد القطاع الصحي تطورًا في السنوات الأخيرة مع افتتاح مستشفيات جديدة وتأهيل القديمة. المقاهي القديمة مثل مقهى النوفرة، والأسواق الشعبية كسوق الحميدية، ما زالت ملتقى الدمشقيين والزوار.
الوضع الراهن (يوليو 2025)
بحلول يوليو 2025، شهدت دمشق استقرارًا أمنيًا نسبيًا، مع استمرار تحديات اقتصادية ومعيشية. استأنفت السفارات الأجنبية فتح أبوابها تدريجيًا، ما يعكس تحسن الوضع السياسي والدبلوماسي. كما أُطلقت عدة مبادرات بيئية لتحسين جودة الهواء وتقليل ازدحام السير.
المشاريع المستقبلية
تخطط السلطات لإنشاء مترو أنفاق في دمشق لتخفيف الازدحام، بالإضافة إلى مشاريع تطوير المدينة القديمة والبنية التحتية الخضراء. هدف المدينة هو أن تصبح نموذجًا للحفاظ على التراث بالتوازي مع الحداثة.
أبرز معالم دمشق
- الجامع الأموي الكبير: جوهرة العمارة الإسلامية.
- المدينة القديمة (سور دمشق وأبوابها): شهادة على 3000 عام من التاريخ.
- قصر العظم: مثال على روعة العمارة الدمشقية.
- التكية السليمانية: مركز روحاني وتاريخي.
- سوق الحميدية: أطول وأشهر أسواق دمشق.
- باب توما وباب شرقي: أحياء مسيحية غنية بالكنائس والمقاهي الثقافية.
- متحف دمشق الوطني: يضم آثارًا نادرة من أقدم حضارات المنطقة.
دمشق، مدينة تنظر إلى المستقبل بثقة، وهي ماضية في إعادة بناء نفسها كعاصمة للحضارة، وملتقى للتاريخ والحداثة.
سوريا